مليشيات يقودها تاجر مخدرات سابق بالجنوب الليبي

                                              - التايمز: مليشيا ت يقودها تاجر مخدرات سابق بالجنوب الليبي تسيطر على آلاف من صواريخ أرض-جو وعلى مخزون من اليورانيوم

مهرب سابق يترأس اليوم ترسانة هائلة في جنوب ليبيا تضم نحو 4 الاف صاروخ أرض-جو كل منها قادر على اسقاط طائرة ركاب.
التاجر في الهجرة غير الشرعية (بحر الدين ميدون الريفي) متمكن اليوم من مستودعات في الصحراء بها آلاف البراميل من اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في انتاج أسلحة نووية.

يتساءل (بحر الدين) عما اذا كان سيقتل على يد ما يسمى بالقاعدة التي يقول أنها بعثت من يشتري من ما يسيطر عليه من سلاح ولم يبعهم, أو سيقتل على يد عملاء المخايرات الغربية الراغبين كذلك في الحصول على السلاح بحجة تجنيب السكان خطره.
يقول (بحر الدين) - الذي يقود ألفي (2,000) مقاتل في مدينة سبها الليبية - يقول أنه يخشى قدوم صاروخ أمريكي أو فرنسي أو بريطاني من البحر ليدمر كل ما بحوزة التشكيل الذي يقوده من سلاح.

أقدار الثورة حولت (بحر الدين) من أحد كبار تجار المخدرات الى متمرد على نظام القذافي.
عندما قتل القذافي من سنتين, وجد (بحر الدين) نفسه أحد الورثة الرئيسيين لمخازن السلاح التي تخلت عنها كتائب القذافي.
هذا الميراث الضخم جلب معه مكافآت ل(بحر الدين) ومسلحيه.

منذ اسقاط القذافي, عانت سبها و صحراء الجنوب الليبي من أكبر التحديات الناجمة عن خروج البلاد من نزاع مسلح: فقد انهارت السيطره على الحدود, ووجدت ترسانات سلاح بلا حراسة, ووقعت حالات اقتتال داخلي, وغابت السلطة المركزية. كل ذلك عصف بمعادلة الأمن في ليبيا.

سارعت ماتسمى بالقاعدة في محاولة ملء الفراغ الأمني. فبحسب (بحر الدين) فأن عناصر من القاعدة قدمت لزيارته في سبها - بعدما أرسلت القوات الفرنسية قوات لملاحقة القاعدة في مالي - وطلبت شراء صواريخ حرارية و شراء اليورانيوم.

مخزون اليورانيوم بسبها, استجلبته ليبيا كجزء من برنامج نظام القذافي النووي الذي لم يكتمل.
بحسب وكالة الطاقة الذرية, فان 6,400 برميل من كعكة اليورانيوم الصفراء موجودة في مخازن بسبها. هذا المخزون يتحكم به الآن مسلحو بحر الدين.

ورغم مطالبات الأمم المتحدة عبر رئيس بعتثها في ليبيا (طارق متري) بضرورة نقل مخزون اليورانيوم لحوزة الدولة الليبية, الا أن براميل اليورانيوم لا تزال في سبها داخل مجمع غير محكم الحراسة مخزن به صواريخ وفي منطقة تشهد تنافس على النفود بين أكثر من مليشيا.

يقول كاتب المقال البريطاني (أنثوني لويد): ذهبت الى مكان المستودعين ضعيفي الحراسة المخزن بداخل أحدهما اليورانيوم في سبها ولم أقابل أي نقطة تفتيش في الطريق المؤدي جنوبا الى الصحراء.

يقول (بحر الدين) أن مسلحيه يتجنبون الاقتراب من مستودع اليورانيوم لاعتقادهم بأنه الاقتراب قد يضرهم, مضيفا أنهم يحرسونه من نقطة تفتيش مجاورة.
وعن ضعف الحراسة, يقول (بحر الدين): "ربما يمكن سرقة برميل يورانيوم أو إثنين فقط من المستودع, لا يمكن سرقة أكثر".

المسؤولون الغربيون مهتمون بمخزون سبها من صوارخ (أرض-جو) المحمولة على الكتف أكثر من مخزون الكعكة الصفراء - التي تحتاج لمعالجات معقدة لتستخدم كأسلحة فتاكة -, ويقول مسؤولو دول الغرب أنهم يخشون وصول الصواريخ إلى مايسمى بالقاعدة.
يقول (بحر الدين) أنه لا يعرف على وجه التحديد عدد صواريخ (أرض-جو) في ترسانة الأسلحة التي يسيطر عليها مسلحوه, ويقدرها ب4,000 صاروخ.

يقول العقيد في الجيش الليبي (فرج آدم) أن: القاعدة كانت لا تجرؤ على الدخول الى الحدود الليبية مخافة القذافي, أما الآن فصارت القاعدة تبعث عناصرها الى الداخل الليبي لتعزيز مخزونها من الاسلحة ولتقوي نفودها بالمنطقة.
ذكر العقيد آدم أن القاعدة وطنت نفسها في عدد من المواقع في جنوب ليبيا. أهم تلك المواقع هو سفوح الجبال المحيطة بغات قرب الحدود مع الجزائر حيث شوهدت آليات تتبع القاعدة, بحسب العقيد آدم.

اعترف (بحر الدين) بأنه قبض موخرا على مجموعة من مقاتليه حاولوا بيع مركبات تتبع تشكيله المسلح الى القاعدة.
يقول (بحر الدين) أن خليتين تتبعان للقاعدة اتخذتا من سبها مقرا هذا الصيف, متسائلا: "من يجرؤ على إلقاء القبض عليهم؟".

مبادرة السلطة الليبية لاعادة بناء الجيش في سبها لا تزال معطلة بالبيروقراطية والفوضى.
الأوراق الرسمية تقول أن حوالي 2,000 مسلح انضموا للجيش بسبها منذ اسقاط القذافي, ومسلحو سبها المنضمون وغير المنضمين للجيش متواجدون كتشكيلات مستقلة متنافسة تحصل بينها اشتباكات بشكل متكرر.

يقول كاتب المقال: في الأيام الثلاثة التي تواجدت فيها بسبها حصلت اشتباكات بين مليشيات تتنافس على حيازة قلعة سبها.

ويختم الكاتب مقاله بقول (بحر الدين) له: "تعبت من أخذ مفاتيح الصواريخ معي الى البيت كل ليلة.. أريد أن أسلم كل هذا الى الحكومة الليبية وأذهب للعيش في ألمانيا.. لكن الحكومة ليست مستعدة لتحمل المسؤولية.. لذلك لا يوجد خيار عندي إلا البقاء بليبيا".